المسيح والعولمة
لنيافة الانبا موسي اسقف الشباب
لا شك أن إنسان العولمة,سيجد بعض المعوقات في طريقه إلي السيد المسيح, وذلكبسبب عدة اعتبارات نذكر منها ما يلي:
1- زخم المعلومات المتناقضة...المقبلة من الفضائيات والإنترنت فهذا مع المسيح, وذلكضده! مما يجعل المتلقي قابلا للبلبلة أو حتي للانحراف,أو الفهم الخاطئ أو المبتسر, بحسب رصيده الداخلي منالإيمان والفهم والخبرة الحياتية.
فإذا كان مختبرا في حياتهالشخصية والأسرية والكنيسة واثقا من إيمانه به, وفهمهله, وحاجته إليه, كمخلص وحيد وأوحد فإنه لن يتأثربهذه الرياح, يل يبقي راسخا كالطود. أما إذا كانمسيحيا بالاسم, وليس له إيمان اختياري, وفهم حقيقيلمسيحيته ومسيحه, فسوف تنال منه هذه الأعاصير, مهماكانت ضعيفة.
2- ضغط الإثارة الجسدية...فمعروف أن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد,وهذان يقاوم أحدهما الآخر (غل5:17)... فإذا ما كنت هذهالوسائط تبث إثارة جسدية مستمرة ومتنوعة وضاغطة... فلاشكأنها قادرة أن تطيح بالإنسان الجوعان روحيا, فهو أشبهبشخص لديه أنيميا وضعف مناعة, لن تصمد أسواره أمامأعاصير وسيول جراثيم الخطية, المنتشرة في جو القنواتالفضائية, أو في الفضاء الإلكتروني. إنه الإنسان الذيينطبق عليه قول الكتاب: للنفس الجائعة كل مر حلو(أم27:7)... بينما ينطبق علي الشباعي بالنعمة, قول الحكيمفي ذات الآيه: النفس الشبعانة تدوس العسل أم 27:7), فمعأن الخطية تظهر في شكل عسل جذاب, إلا أن النفسالشبعانة تدوس عليه, بل وتعرف أيضا أنه عسل مسموم!!وها نحن أمام أعداد كبيرة من مدمني الجنس, أفلامالبورنو, يحتاجون إلي علاج روحي ونفسي وطبي!!.
3- فرص الانحراف والضياع...فالميديا تتيح للشباب فرص التعرف علي شباب آخر منحرف:إيمانيا أو روحيا, شباب لا يعرف المسيح ولا يرغب فيالطهارة, وهذا الشباب من السهل أن يدخل في علاقات منخلال الموبايل والكمبيوتر, فتبدأ العلاقات بالصورة,والكلام, والإثارة, ثم تنتهي بالانحراف الفعلي الخطير,الذي يقود إلي الهلاك: إما بالممارسة الفعلية للخطية,أو حتي بترك الإيمان المسيحي والأسرة مع شخص غريب...وياله من ضياع رهيب!! حيث يفقد الإنسان مسيحه وخلاصهوأبديته, وينتهي إلي لا شئ!!.
4- فرص التشكيك الإيماني...فمن خلال ثورة الاتصالات, يمكن أن يشك الشباب فيإيمانهم المسيحي حينما يستمعون إلي من يطعنون فيإيماننا بالرب, أوحين يدخلون إلي حجرات الدردشة المناوئة,أو حينما يشككهم البعض من خلال أسئلة تبدو صعبة, حولالثالوث, والتجسد, والصلب, والفداء... ولأن المتلقي خاليالذهن من هذه الأمور, فهو يتصور صعوبة الرد علي هذهالشكوك, التي سبق أن قتلت بحثا من قديم الزمن! وهكذا-ولأنه بلا أب اعتراف أو صديق روحي أو اجتماع بناء-يمكن أن يضيع دون أن نحس!!.
5- فرص التوهان الرهيب...وذلك حينما يخضع شابابنا لتأثيرات السحب العالمي الجذاب,نحو نجوم الفن والكرة- مع تقديرنا للفن والرياضة- وهكذايسيرون وراء غريزة القطيع... أو ما يسمي علميا غريزةالاستهواء... أي السير في زحام التيار السائد, مهماكانت نوعية هذا التيار, ومهما كان اتجاهه!! وهكذا ينتميإلي ممثل أو ممثلة, وإلي ناد أو لعبة معينة أو بطلرياضي... ومع أن تشجيع كل هؤلاء- حينما يجيدون- شئإيجابي ومطلوب, لكن السير وراءهم كالقطعان في الاتجاهالخاطئ يمكن أن يكون مدمرا!! فهذا الشاب لن يهتم فيمابعد: لا بالدراسة, ولا بالثقافة, ولا بتكوين شخصيته,ولا بتنمية مواهبه وقدراته, ولا باكتشاف ما في داخلهمن كنوز... بل يسير في مواكب الهتيفة بلا وعي, فيتحولإلي سمكة ميتة في زحام أسماك ميتة كثيرة يقودها قائدمبهم, إلي ضياع أكيد!!.
نحتاج أن يتربي شبابنا عليبناء نفسه بطريقة متكاملة, ويكشف الكنوز والوزانات التيبداخلة, ويستثمرها للمنفعة. نريده يكون سمكة حية تسيرمع التيار... حين يكون صائبا, وضد التيار... حين يكونخاطئا!.