مينا الكوتش المدير
عدد المساهمات : 164 نقاط : 309 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 09/10/2010
| موضوع: الشباب... والحرية المنضبطة نيافة الأنبا موسى الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 11:03 pm | |
| الشباب...والحريةالمنضبطة نيافةالانبا موسى
الحرية صيحة إنسانية، ورغبةمتنامية، فى كل أنحاء الأرض، وبخاصة فى العصر الحاضر. والقرن الحالى يدعىقرن "حقوق الإنسان والحريات". والتاريخ كله عبارة عن صراعات البحث عنالحرية، سواء الحرية السياسية أو الاقتصادية أو الإجتماعية. والحريه قيمه هامة، بل احتياج نفسى جوهرى، بدونه لا ينمو الإنسان، ولا يحقق ذاتهوقراراته وخصوصيته... وهذه كلها احتياجات نفسية هامة، بدونها لا يحصلالإنسان على سلام النفس وصحتها وتوازنها.ولاشك أن الله خلقنا أحراراً، وقدكلفته حريتنا ثمناً باهظاً!. ولكن هناك حرية مزيفة هى أقرب إلى العبودية،لأن "من يفعل الخطية فهو من إبليس" (1يو 8:3). بينما هناك "الحريةالحقيقية" التى حدثنا عنها رب المجد حينما قال: "وتعرفون الحق، والحقيحرركم" (يو 32:8)، وكذلك فى قوله: "إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونونأحراراً" (يو 36:8).ولاشك أن موت المسيح وقيامته، هما السبيل إلى إعطائنا هذه الحرية الحقيقية البناءة... فكيف السبيل إلى ذلك؟الله خلقنا أحراراًلقد خلقنا الله "على صورته" (تك 27:1)،فلأن الله خالد، وضع فينا روحاً عاقلة خالدة، ولأن الله هو "اللوغوس" أى الحكمة اللانهائية، أعطانا العقل والنطق. كما أن الله حرّ، لذلك منحنا الحرية، بمعنى أنه أوصانا بما هو صالح وبناء، وحذرنا من دمار الخطيئة، ثم ترك لنا حرية القرار. كذلك فالله قدوس، لذلك خلقنا على صورته فى البر والقداسة، وهكذا سلكنا إلى حين، فى جنة عدن.ولكى تكون أمامنا فرصة الإختيار، وحرية إتخاذ القرار، سمح الله بسقوط الشيطان، وتركه حياً، لنختار بين أمرين:السير مع الله أو السلوك معالشيطان وتحت سلطانه المهلك. ومع أن الإنسان اختار فى جنة عدن، أن يسلكبحسب الشيطان، ويخضع لغوايته بهدف أن تنفتح عيناه، ويصير مثل الله، إلا أنهذا الخضوع دخل بالإنسان إلى ظلمة الجهالة والخطيئة، فدبّ الفساد فىطبيعته الإنسانية، وسقط تحت حكم الموت.ولم يتركنا الرب فى هذه الحالة،ولكنه وضع تدبيراً لخلاصنا، مقدراً ضعف طبيعتنا، وغواية العدو لنا. وقدسار هذا التدبير فى المراحل التالية :1- الوعد... حينما وعد بأن نسلالمرأة، سوف يسحق رأس الحية... حين قال الرب للحية: "أضع عداوة بينك وبينالمرأة، وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك، وأنت تسحقين عقبه" (تك 15:3).2- الإعداد... حينما أعد البشريةبالآباء والأنبياء، وجهز لنفسه شعباً خاصاً، طهره من عبادة الأصنام، حتىجاءت منه عذراء طهور، هى القديسة مريم. كما تمت ترجمة العهد القديم إلىاليونانية فى القرن الثالث قبل الميلاد، تمهيداً لانتشار الإنجيل فى كلالعالم مستخدماً اللغة اليونانية التى سادت فى كل مكان، مع سيطرةالإمبراطورية اليونانية. كما أعدت الإمبراطورية الرومانية شبكة ضخمة منالطرق عابرة القارات، وأمَّنتها بجيوشها القوية، مما سهل على الرسل السفرإلى كل العالم المعروف آنذاك، ونشر كلمة الإنجيل وبشارة الخلاص. حتى منكانوا وثنيين أرسل إليهم الفلاسفة والمفكرين، الذين نشروا كتاباتهمالداعية إلى الفضائل، والتواقة إلى ظهور المخلص.3- الميــــــــــــــلاد...حينما ولد الـرب من مريم العـذراء، بعد أن حـلّ الـروح القدس عليها،وطهَّرها، وقدَّس المادة المأخوذة منها لتكوين جسد المسيح، ودعى "القدوس"المولود منها "يسوع" (أى المخلص)، و "عمانوئيل" (أى الله معنا)، و"المسيح"(أى الممسوح المنتظر لخلاص جنس البشر).4- الكرازة... حينما نشر الربكلمة الخلاص، ونور الإنجيل، وتعاليم الملكوت، وطلب من الناس أن يتوبوا"لأنه قد أقترب ملكوت الله" (مر 15:1)... وهى نفس بشارة التلاميذ للمسكونةكلها (لو 11:10).5- الفداء... وفيه استطاع اللاهوتالمتحد بالناسوت أن يجدد خلقتنا الفاسدة، كما استطاع الناسوت المتحدباللاهوت، أن يموت نيابة عنا. وهكذا تم حل المشكلتين النابعتين من السقوطالقديم وهما: حكم الموت، وفساد الطبيعة الإنسانية. وإذ أعطانا الربالطبيعة الجديدة بالأسرار المقدسة، ورفع عنا حكم الموت، نلنا الغفران،وتحررنا من عبودية ابليس، ومن نير الخطيئة الساكنة فينا، والخارجة عنا.6- القيامة... وفيها قمنا معالرب، وجلسنا معه - بالإيمان - فى السماويات، وانفتح لنا الفردوس، ثمالملكوت الأبدى... لأننا "كما لبسنا صورة الترابى، سنلبس أيضاً صورةالسماوى" (1كو 49:15). وهكذا هتفنا مع مسيح القيامة: "أين شوكتك يا موت؟أين غلبتك يا هاوية؟ أما شوكة الموت فهى الخطية، وقوة الخطية هى الناموس.ولكن شكراً لله الذى يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح" (1كو 55:15-57).وهكذا تحررنا من خطايانا الجدية والفعلية، وصار لنا الوعد الإلهى: "الخطيةلن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس، بل تحت النعمة" (رو 14:6)... فنلناالحرية من سطوة الخطيئة، وتجـددت صورة الله فينا مرة أخرى.7- الصعــــــود... حيث صعدتأفكارنـا وقلوبنـا مـع المسيـح الصاعــد إلى السموات، لأنه "إن كنتم قدقمتم مع المسيح، فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس اهتموا بما فوق لا بما علىالأرض. لأنكم قد متّم وحياتكم مستترة مع المسيح فى الله. متى أظهر المسيححياتنا، فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه فى المجد" (كو 1:3-4). "وحيث يكونكنزكم، هناك يكون قلبكم أيضاً" (لو 34:12).8- حلول الروح القدس... الذى معهنصير خداماً نخدم مع تلاميذ المسيح، متذكرين قول الرب: "أقيموا فى مدينةأورشليم (الصلاة)، إلى أن تلبسوا قوة من الأعالى" (لو 49:24). "ستنالونقوة، متى حلّ الروح القدس عليكم، وتكونون لى شهوداً، فى أورشليم، وفى كلاليهودية، والسامرة، وإلى أقصى الأرض" (أع 8:1). "اسلكوا بالروح فلاتكملوا شهوة الجسد" (غل 16:5). "امتلئوا بالروح" (أف 18:5).9- عضوية الكنيسة... فالذيناعتمدوا، ونالوا المسحـة المقدســـة، وثبتوا فى المسيح يسوع بالتناول،وجددّوا عهودهم بالتوبة، صاروا أعضاء حية فى جسد المسيح: الكنيسة، وتمتعوابالإتحاد مع رب المجد: رأس الجسد، ومع قديسى السماء: الأعضاء غيرالمنظورة، كما اتحدوا مع بقية المؤمنين: المجاهدين معنا فى طريق الخلاص،وخدمة الملكوت.10- الثمار والمواهب... فالذينامتلأوا بروح الله، أعطاهم الرب من ثمار روحه القدوس: "محبة، فرح، سلام،طول أناه، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف" (غل 22:5)... كما أعطاهـم مـواهبللخدمـة: "كــــلام حكمة، كـلام علــم، إيمــان، مواهب شفاء، عمـل قــوات،نبــــــوة، تمييـــــز الأرواح، أنــــواع ألسنـــة، ترجمـــة ألسنة" (1كو 8:12-10)... "هذهكلها يعملها الروح الواحد" (1كو 11:12). وبهذا التدبير الإلهى الكامل،يخلص الإنسان، ثم يصير عضواً حياً فى الجسد، ويخدم بالمواهب التى يعطيهاله الرب، إلى أن تنتهى رسالته على الأرض، فتذهب نفسه إلى الفردوس، وفى يومالقيامة العامة والمجىء الثانى، تتحد النفس بالجسد، ويقوم الإنسان بجسدنورانى روحانى سمائى ممجد، وينطلق مع موكب القديسين القادمين مع الرب علىالسحاب، صاعداً إلى سماء السموات، ليقضى الأبدية السعيدة مع الرب فىأورشليم السمائية، بعد أن يتحرر من الجسد الترابى، والخطيئة الساكنة،والشيطان المقاوم، والعالم المعثر.الحرية المطلقة... وهميتصور الشباب أن هناك شئ إسمه"الحرية المطلقة" Absolute Freedom، وهذا وهم كبير، فهناك بالضرورة حدوداًلحريتنا. فمع أنك حرّ فى أن تكون لك سيارة، تقودها فى أى مكان، لكنك تخضعلقيود قوانين المرور والترخيص والقيادة والإشارات الضوئية وإجراءاتالسلامة... الخ. ومع أنك حرّ فى أن تأكل النوعية التى تختارها من الطعام،والكمية التى تريدها، لكنك مقيَّد بأنواع الطعام البناءة، وبكمية الطعامالمناسبة، وإلا أصابتك أمراض كثيرة. لذلك فالحرية المطلقة وهم كبير... ومايحياه بعض الشباب فى الخارج من انحلال وانفلات جنسى، ليس حرية علىالإطلاق، بل هو عبودية خطيرة، خرجت بهم من الطهارة والزواج المقدس، إلىالانحراف والزنا والشذوذ وغير ذلك. ولما أدمنوا الجنس، سقطوا فريسة إدمانالمخدرات. فلما أدمنوا المخدرات تحولوا إلى مجرمين جانحين، مات بعضهم بمرضفتاك مثل الإيدز، او بجرعة زائدة من المخدرات، أو بجريمة ارتكبوها فدخلواالسجن، أو حكم عليهم بالإعدام لاتجارهم بالمخدرات أو لجريمة قتل... لذلك يجب أن لا نطمح فى حريةمطلقة، هى فى الحقيقة حرية مزيفة، أقرب إلى العبودية. بل علينا أن نبحث عنالحرية الحقيقية "حرية مجد أولاد الله" (رو 21:8).الحرية الحقيقيةهـى إمكانيــة أن أقول: لا... للخطيئـة!! وقبـــل ذلك، إمكانيــة الإفرازوالتمييز، لأستطيع أن أفرز الغث من السمين، والبناء من الهدام. لذلكفالحرية الحقيقية تحتاج إلى أمرين:1- الاستنارة... بنور المسيح والإنجيل، وبعمل الروح القدس، لأستطيع أن أميز بين الخطأ والصواب.2- الإشباع... حينما أشبع بنعمة المسيح، وسكنى روح الله، فأستطيع أن أدوس على عسل الخطيئة المسموم.لذلك فهناك الآيتان المفتاح لحياة الشباب، وهما :1- "امتحنوا كل شئ. تمسّكوا بالحسن" (1تس 21:5)، وهذه معناها الاستنارة والإفراز والتمييز، والتفكير السليم فى عواقب الأمور.2- "النفس الشبعانة تدوس العسل"(أم 7:27)، ومعناها أن الشبع الروحى، وسكنى المسيح، يعطيان الإنسان نوعاًمن الاكتفاء والتسامى، حتى أنه يدوس على عسل الخطيئة المسموم. وهنا يتمتع الإنسان بالحرية الحقيقية، البناءة، الملتزمة، التى تبنيه من كل الوجوه : روحياً... بالشبع الروحى بالمسيح والكنيسة والإنجيل... ذهنياً... بالقراءة والدراسة والتأمل والتفكير السليم... نفسياً... بالانضباط السليم للغرائز والعواطف والعادات... جسدياً... بالبعد عن التدخين والمسكرات والمخدرات وحياة الدنس... إجتماعياً... إذ تكون للإنسان علاقات طيبة مع كل من حوله.ضوابط الحرية الحقيقية الحرية الحقيقية لها ضوابط هامة مثل :1- الـــــــروح القـــــدس... الساكـــن فينـــا، مبكتــاً ومرشـــداً، مقدساً، ومعزياً، قائداً ومعطى الثمار والمواهب.2- الضمير... صوت الله فى الإنسان، الذى يبكتنى على الخطأ، وينبهنى لكى أعود إلى الصواب.3- الإنجيل... حيث النـور الــذىيضـئ جنبات القلب، وطريـق الحياة "خبأت كلامك فى قلبى لكى لا أخطئ إليك"(مز 11:119)، "سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى" (مز 105:119).4- التعليم الكنسى... حيث الأضواء العامة على طريق الملكوت، والتحذير الدائم من أسباب الغواية والانحراف.5- الأب الروحى... حيث الإرشاد الشخصى المباشـر لى، فى كل ظروف الحيـاة ومنعطفاتها. ومن خلاله آخذ حِلاّ عن خطاياى، وحَلاً لمشاكلى.6- القانون الوضعى... حيث يخضعالمسيحى لسلطة القانون عملاً بالوصية "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة،لأنه ليس سلطان إلا من الله..." (رو 1:13).وهكذا نحيا الحرية الحقيقية، بقوة مسيح القيامة الحىّ، الساكن فينا، وقائد مسيرتنا اليومية، فى طريق الأبدية والخلود. | |
|
andro admin
عدد المساهمات : 578 نقاط : 890 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/03/2010
| موضوع: رد: الشباب... والحرية المنضبطة نيافة الأنبا موسى الأربعاء أكتوبر 13, 2010 10:45 pm | |
| "
خبأت كلامك فى قلبى لكى لا أخطئ إليك"(مز 11:119)، "سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى" (مز 105:119).
كلام فى منتهى الجمال يامينا ربنا يباركك
| |
|
mrmr المدير العام
عدد المساهمات : 675 نقاط : 1270 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 14/03/2010
| موضوع: رد: الشباب... والحرية المنضبطة نيافة الأنبا موسى الخميس أكتوبر 14, 2010 4:22 pm | |
| مجهود رائع بركة ام النور تكون معاك | |
|
مينا الكوتش المدير
عدد المساهمات : 164 نقاط : 309 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 09/10/2010
| موضوع: رد: الشباب... والحرية المنضبطة نيافة الأنبا موسى الخميس أكتوبر 14, 2010 9:36 pm | |
| ميرسي اندرو ومرمر علي المرور | |
|